مافيا المنتجين والمخرجين
عارف البحراني
لا أعلم من أين أبدأ أو كيف سأبدأ ولكن سأكتب بكل شفافية لأنقل لكم تجاربي مع المنتجين السعوديين في الفترة الأخيرة وكيف تم استغلال السعوديين في شتى مجالات الإنتاج بشكل مهين وجشع جدًا في مقابل تنفيذ أعلى جودة بأقل التكاليف وكأنما تحول الشاب الذي يعمل في مجال الإنتاج السينمائي سلعة رخيصة على الرف وتفي بالغرض ولا تستحق أجرها الحقيقي إطلاقًا، بل بحجة (الإنتاج الخاص) لا نستطيع دفع اجرك بالكامل بل يتم عرض أجر أقل من النصف في أغلب الأحيان وابتزازه بعبارة (فرصة فنية) أو (هذا الأجر المرصود) ويتم تمرير جمل مكررة دائمًا انك لا تملك الخبرة الكافية لأداء مهامك بالشكل الصحيح وكل هذا ليتم استقطاب ايدي غير سعودية بأجر أعلى من أجر السعودي !! ما الداعي لذلك؟! أغلب المنتجين السعوديين يبحثون عن دعم الوزارات المختصة ودعم القناة السعودية في عرض منتجاتهم الفنية وانهم يبحثون على الدوام عن المصلحة الوطنية في دعم المنتجات الفنية السعودية!! أين السعودي من هذا كله أيها المنتجون؟!
في حوار بسيط بين منتجين اكتشفت بكل بساطة أنهم لا يرغبون إطلاقًا في التعامل مع السعودي في الإنتاج التلفزيوني أو السينمائي إلا إذا قبل بأجر أقل من النصف أو تطوعاً من أجل اتاحة الفرصة وتوفير مصاريف الإنتاج، والأغرب من ذلك كله أنهم لا يشجعون الإنتاج السعودي للمنتجين المنافسين وفي حين نجاح العمل يبادرون بالتهنئة والتطلع إلى المصالح المستقبلية ويبدأ سيل من المديح والتطبيل للمنتج أو المخرج المنافس!! رأيت العجب العجاب في الوسط الفني بشكل يدمي القلب وتحزن الحواس لها، كم هو عالمكم غريب جدًا لم يجعل لي سبيل لوضع الأعذار لكم، بل على العكس حيث تكمن المشكلات بين المنتجين والمهنيين السعوديين في مجال الميديا بشكل عام في الأجور وايعاز مهام إضافية غير مذكورة في العقد وغير مرصودة الأجر بحجة ركيكة وهي التعاون بين فريق العمل وفي حال رفض أي أعمال إضافية خارج إطار الإتفاق في العقد يتم اتهامك بعدم التعاون وتبدأ التقارير تكتب بشكل سافر عن تقصيرك في أداء مهامك الموكلة إليك ثم تبدأ عمليات الحسم من الأجر واستخدام صلاحية العقد الذي لا يحميك إطلاقًا بل يحمي المنتج فقط ويحفظ حقوقه .
مخرج سعودي أيضًا يستخدم فريق سعودي كامل من أجل صناعة منتجات إعلامية أو ترفيهية في بداياته بطريقة اثارة غريزة الطمع لدى الفريق باسم شركاء النجاح، وما أن يتمكن من إكمال السيرة الذاتية له حتى يتخطى كل القيم والمبادئ في دعم الفريق السعودي إلى إسقاط الفشل كاملًا عليهم بل واتهامهم بعدم الحرفية وأنه يرغب بجلب خبرات من دولة عربية لإكمال العمل!! أي جحود واستغلال يملكونه أغلب المنتسبين إلى هذا المجال من بعض المنتجين وبعض المخرجين، إذا كان العمل ناجحًا نسب النجاح الى شخص واحد فقط وإذا فشل العمل يتم رشق الاتهامات إلى الفريق بأكمله!! عجبًا لكم إذا كان النجاح منسوبًا لكم فلماذا يتم استقطاب كل تلك المجموعات البشرية المتخصصة في شتى المهن الفنية إذا كنت انت تحمل القدرة الكافية للإنجاح العمل لوحدك؟ ناهيك عن المنافسة الغير شريفة إطلاقًا في هذا المجال وتغليفها بالغيرة الفنية وأنها أمر طبيعي في المجال الفني، بينما هي في الحقيقة سواد في النفوس لم أرى له مثيل في المجالات الأخرى إطلاقًا ، فمثلاً ممثل من جيل الشباب يعرض على المنتج والمخرج استبدال زميله في عمل ما وأنه مستعد أن يشارك بدلًا منه بالمجان!! عن ماذا أحدثكم يا سادة؟! عن الأنانية وحب الذات أم عن الغدر والخيانة أم عن تهميش الطاقات أم عن الاستحقار والاستصغار للشباب أم عن الاحتيال والاستغلال أم عن سرقة الأجور أم عن التسول عند الوزارات والجهات المعنية باسم السعودي من أجل الحصول على الدعم ... عن ماذا أحدثكم؟!!
احدثكم عن جمعية المنتجين السعوديين ومحاولة استغلال بعضهم لبعض من أجل تحقيق مصالح شخصية بحته ولجهة معينة فقط، لا يمكن أن تجد بيئة حقيقية للمهني السعودي في هذا المجال بل لا يمكنك أن تصنع لنفسك شيء طالما إنك تعمل معهم بأجر زهيد من أجل الحصول على فرصة ويجب أن تعلم أن المنتج لا يمكن أن يقبل بأقل من الأرباح المرصودة على عكس رصد أجرك الزهيد واستنزاف طاقتك واستغلالك قدر المستطاع من أجل الصدقة الجارية باسم (هذه فرصة)، إلى متى هذا التعامل مع الشباب السعودي من قبل المخرجين والمنتجين؟ الحل الوحيد هو مراقبة الأجور ووضع سقف لها وأيضًا حرمان المنتج أو المخرج السيء من التعامل مع منتجاته المرئية أو المسموعة، أيضًا وضع نقابة صارمة لإيقاف هذه الموجة العارمة من الاستنزاف والاستغلال من شركات الإنتاج والمخرجين السعوديين فقد سئمنا من وضعنا مع سياساتهم في التعامل مع المهني السعودي.
هل سننجو من بين أنياب جشع شركات الإنتاج؟! هل ستكون هناك رقابة على آلية عمل الإنتاج الفني؟! هل ستنشئ الوزارة نقابة فنية على مختلف الأصعدة؟
لا أعلم.